عندما يحل المرض بنا أو بأحد من نحب، نشعر بالعجز ونبحث عن أي بصيص أمل. نذهب إلى الأطباء ونأخذ بالأسباب، ولكن قلوبنا تبقى معلقة بالسماء، تبحث عن الشفاء الحقيقي الذي لا يملكه إلا الله.
الرقية النبوية: فعل ودعاء:
الدعاء الذي هو قلب الرقية:
تأمل في قوة هذا الدعاء:
- "اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ...": أنت تبدأ بالاعتراف بأن الله هو رب كل الناس، وهو المتصرف في شؤونهم، ومنها الصحة والمرض.
- "أَذْهِبِ الْبَأْسَ...": أنت لا تطلب فقط شفاء العرض، بل تطلب إزالة أصل الداء والألم والمعاناة وكل ما يترتب عليه من شدة.
- "اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ": هنا قمة اليقين والتوكل. أنت تعترف بأن الشفاء الحقيقي ليس من الطبيب ولا من الدواء، بل هو من الله وحده. أنت تقطع تعلق قلبك بكل الأسباب وتوجهه إلى مسبب الأسباب.
- "شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا": وهذا من كمال الدعاء. أنت لا تطلب شفاءً مؤقتاً أو جزئياً، بل تطلب شفاءً كاملاً وتاماً لا يترك خلفه أي أثر للمرض أو الضعف، شفاءً للجسد والروح معاً.
أدعية إضافية نافعة للشفاء:
إن المرض ابتلاء من الله، ولكنه أيضاً فرصة للتقرب إليه وإظهار صدق إيماننا. والدعاء هو أقوى سلاح نملكه في هذه المعركة. لقد علمنا النبي ﷺ أن نجمع بين الأخذ بالأسباب المادية (التداوي) وبين أعظم سبب روحي وهو الدعاء والرقية.
الأسئلة الشائعة حول دعاء الشفاء
ما هي الرقية النبوية للشفاء؟
الرقية النبوية هي الطريقة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج بها المرضى، وهي تجمع بين الفعل (وضع اليد على مكان الألم) والقول (الدعاء المأثور)، وأشهر صيغة لها هي دعاء: "اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، أَذْهِبِ الْبَأْسَ...".
ما معنى "شفاء لا يغادر سقماً"؟
هذا من كمال الدعاء. أنت لا تطلب مجرد شفاء مؤقت أو جزئي، بل تطلب من الله شفاءً كاملاً وتاماً لا يترك أي أثر للمرض أو الضعف، شفاءً يعيد الجسد إلى كامل صحته وعافيته بإذن الله.
هل أكتفي بالدعاء أم يجب أن أذهب إلى الطبيب؟
الإسلام يأمرنا بالجمع بين الأمرين. يجب عليك الأخذ بالأسباب المادية بالذهاب إلى الطبيب وتناول الدواء، وفي نفس الوقت تلجأ إلى الله بالدعاء والرقية، لأن الشفاء الحقيقي هو من عند الله وحده، والأدوية هي مجرد أسباب.




إرسال تعليق