يأتي صباح عيد الفطر حاملاً معه فرحة لا تضاهيها فرحة. فرحة بإتمام الصيام، وفرحة بلقاء الأهل والأحباب، وفرحة بجائزة الله التي وعد بها عباده الصائمين. ولكن، في قلب كل مسلم صادق، تكون هذه الفرحة ممزوجة بسؤال صامت ورهبة خفية: "يا رب، هل تقبلت مني؟".
إن الخوف من عدم قبول العمل بعد رمضان هو علامة الإخلاص، وهو دأب الصالحين. ولذلك، فإن أهم دعاء يمكن أن تلهج به في هذا اليوم المبارك ليس دعاءً لطلب الدنيا، بل دعاء لطلب القبول. في هذا الدليل، لن نقدم لك قائمة طويلة من الأدعية، بل سنركز معاً على كيفية صياغة وقول هذا الدعاء المصيري الذي يكلل جهد شهر كامل.
لماذا الخوف من عدم القبول هو علامة الإيمان؟
كان السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل وإتقانه، ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله، ويخافون من رده. كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: "كونوا لقبول العمل أشد اهتماماً منكم بالعمل". لأن الله سبحانه يقول: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ (المائدة: 27).كيف تصوغ دعاء القبول الجامع؟ (الدعاء خطوة بخطوة)
1. ابدأ بالحمد والشكر:
2. اطلب القبول بقلب خاشع:
(هذا هو جوهر الدعاء. أنت تطلب من الله أن يتقبل جهدك المتواضع).
3. اعترف بالتقصير واطلب المغفرة:
4. ادعُ بالثبات على الطاعة بعد رمضان:
متى وأين تدعو بهذا الدعاء؟
اغتنم اللحظات المباركة في يوم العيد:
- في طريقك إلى مصلى العيد: وأنت تكبر وتهلل، ناجِ ربك بهذا الدعاء.
- بين تكبيرات صلاة العيد: يمكنك أن تدعو به سراً في قلبك.
- بعد الانتهاء من خطبة العيد: ارفع يديك وادعُ بإلحاح.
- عندما تهنئ أهلك وأحبابك: قل لهم "تقبل الله منا ومنكم"، واستشعر معنى القبول بقلبك.
إن الفرحة الحقيقية بعيد الفطر ليست فقط بالثياب الجديدة، بل بالقلب الذي يرجو القبول من الله. اجعل "دعاء القبول" هو دعاءك الأول والأهم في هذا اليوم المبارك، فهو الجسر الذي يصل بين تعب عبادتك في رمضان، ورجاء رحمتك ومغفرتك في العيد.


إرسال تعليق